دأب مشاهير من الرجال في الآونة الأخيرة على ارتداء مجوهرات مفرطة الأحجام في بعض أهم إطلالاتهم العامة. في حفل إعلان انضمام اللاعبين الشباب إلى فرق الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية تجد من تحلّى بقلادة ذهبية غليظة تدلّت فوق سترة ملونة، أما لمناسبة توزيع جوائز الأوسكار، فقد اختار آخرون دبابيس من الألماس على صدور بزات التكسيدو.
فيما يزداد المشاهير جرأة، تراهن كبرى شركات المجوهرات على أن المتسوقين العاديين سرعان ما يحذون حذوهم.
“ديفيد يورمان” و”جون هاردي” ولويس فيتون” بعض العلامات التجارية التي طرحت هذا العام مجموعات جديدة من المجوهرات الفاخرة المصاغة من المعادن النفيسة والأحجار الكريمة بأسعار مرتفعة جدا.
الرياضيون يقودون الموجة
في السوق التي تستهدف النساء، يشير مصطلح “مجوهرات فاخرة” إلى قطع مبهرة مصاغة بحرفية عالية لتبرز أحجاراً كريمةً كبيرةً ونادرةً، وغالباً ما تكون أكثرها إلفاتاً قطع بلا نظير. لكن في عالم الرجال يأتي تعريف هذا المصطلح فضفاضاً.
تتضمّن مجموعة “المجوهرات الفاخرة” الجديدة من “ديفيد يورمان”، التي حملت اسم “فولت”، بعض التصاميم المميزة من أساور ذات حلقات، وقلائد على شكل سلاسل وصفائح تعريف كالتي يستخدمها الجنود، وخواتم منقوشة، جُمّلت ببساطة باستخدام الذهب أو البلاتين أو الألماس. أما في عالم المجوهرات النسائية، فتُعتبر مثل هذه التصاميم عادية.
رصد ريد كراكوف، الرئيس الإبداعي لـ”جون هاردي” والمدير الفني السابق في “تيفاني أند كو” توسعاً في قبول تعبير الرجال عن أذواقهم الشخصية. وقال: “في السابق كنا نرى رجالاً يضعون قرطاً من الألماس أو خاتماً منقوشاً، لكن اليوم بات الأمر يتعلق أكثر بابتكار اطلالتك الخاصة، وأعتقد أن الرياضيين يقودون هذه الموجة”.
فعلا، يتصرف كثير من نجوم كرة القدم الأميركية عند دخولهم إلى أرضية الملعب وكأنهم على منصة لعرض الأزياء. وفي المناسبات البارزة في عالم الموضة، كحفل ميت غالا، اختار نجم فريق “ميامي دولفينز” أوديل بيكهام جونيور والظهير الربعي في فرق “كنساس سيتي تشيفز” ارتداء قلادات ودبابيس، وقد لاحظ من يحتذون بهم من الرجال ذلك.
قال جورج أرتشر، مدير المشتريات في متجر الأزياء الرجالية “مستر بورتر” (Mr Porter): “لدى أولئك النجوم تأثير قوي على متابعيهم المخلصين الذين اعتمدوا هذه الموضة في إطلالتهم اليومية”. وأشار إلى أن المعجبين يقومون بذلك دون مبالغة “فمن خلال تقليد الأسلوب المؤثر لنجومهم بطريقة واقعية، ساعدوا في تطبيع المجوهرات اللافتة للنظر”.
توقعات نمو كبير
وجدت شركة “بولاريس” لبحوث السوق في تقرير حديث أن حجم سوق المجوهرات الرجالية بلغ 5.2 مليار دولار عام 2023، وتتوقع أن يرتفع إلى حوالي 11 مليار دولار بحلول 2032.
وقال المحلل الرئيسي للتقرير روهان ماهال: “في السنوات الثلاث أو الأربع الماضية، أصبحت السوق ملحوظة بقدر أكبر… إن سوق المجوهرات النسائية ناضجة جداً، لذا نشعر أن سوق المجوهرات الرجالية ستنمو بمعدلات أعلى بكثير”.
كانت “لوي فيتون” طرحت مجموعتها من المجوهرات الفاخرة الرجالية “لي غاستون فيتون” (Les Gastons Vuitton) في يناير الماضي وتضمّنت 16 قطعة، منها قلادات مزينة بشعار (LV).
تبدأ أسعار هذه القطع من 2080 دولارا لقرط واحد غير متدل، إلى 42500 دولار لقلادة بشكل سلسلة من الذهب الأبيض مرصعة بالألماس. أما أسعار قطع مجموعة “فولت” من “ديفيد يورمان” فتتراوح بين 17500 دولار لسوار من حلقات مرصع بالألماس صغير الحجم حتى 295 ألف دولار لسوار بحلقات مرصع بـ 40 قيراطا من الألماس.
كما طرحت صانعة المجوهرات “لاغوس” في يناير مجموعتها الخاصة للرجال، وسمتها “أنثيم” تيمنا بألبوم (Anthem of the Sun) لفرقة (Grateful Dead)، بأسعار تبدأ من 150 دولارا وتصل إلى 7800 دولار، وتتضمن قطعا مصنوعة من مواد مثل ذهب 18 قيراطا والفضة والسيراميك، إضافة إلى بعض القطع التي تحتوي على الألماس الأسود والزمرد واللؤلؤ التاهيتي، وقطع على شكل رموز مثل الجماجم والعظام والخناجر وخوذ المجالدين والأفاعي.
بين البساطة وجرأة التصاميم
ينظر صانعو المجوهرات إلى هذه القطع وبعض التصاميم البسيطة مثل السلاسل والحبال والخواتم الكبيرة والقلادات المصممة على شكل صفائح تعريف، على أنها خيار آمن، ولا يُتوقع أن يسرح خيالهم لأبعد من ذلك على المدى القريب.
قال أرتشر “نصب المزيد من الجهد على المجوهرات اللافتة للنظر التي تتسم بطابع أزلي والتي يمكن التحلي بها إلى الأبد في أي مناسبة .. يأتي الذهب الأصفر والألماس الأبيض في الصدارة”.
يسعى كراكوف لتشكل المجوهرات الرجالية نصف مبيعات “جون هاردي”. وقال “ترى خواتم كبيرة وجريئة من الفضة أو الذهب مع الألماس والياقوت، وهي قطع تحقق نجاحا كبيرا أصلا”، وفي نهاية المطاف “ستبدأ برؤية مجوهرات تعبيرية أكثر جرأة، وستكون هي الخطوة التالية بعيدا عن المجوهرات التقليدية في فئة الرجال”.
حين يبدأ الرجال باستكشاف عالم المجوهرات، سيبدأون على الأرجح من قطع غير باهظة، ثم ينتقلون نحو الفضة وبعدها إلى الذهب ثم إلى المجوهرات الفاخرة، وستكون هذه العلامات التجارية بانتظارهم.