هبطت الأسهم الآسيوية، اليوم الثلاثاء، بعد أن طغت المخاوف بشأن صحة الاقتصاد الأميركي على التوقعات بتخفيف السياسة النقدية الأميركية من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي في وقت مبكر.
انخفضت الأسهم من اليابان إلى كوريا الجنوبية، بينما تأرجح أداء الأسهم في هونغ كونغ والبر الرئيسي للصين. وحافظت العقود الآجلة للأسهم الأميركية على استقرارها.
استقرت سندات الخزانة الأميركية في آسيا بعد ارتفاعها أمس الاثنين عقب بيانات أظهرت تقلص نشاط المصانع الأميركية بوتيرة أسرع. وارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات نقطتين أساسيتين لتصل إلى 4.41 %، بعد أن انخفضت 11 نقطة أساس في وقت سابق. وانخفض العائد المعادل في أستراليا خمس نقاط أساس، في حين تراجع العائد في نيوزيلندا ثماني نقاط أساس.
واستقر الدولار بعد تراجعه أمام معظم نظرائه في مجموعة العشرة في وقت سابق. وتعززت العملات الآسيوية مثل البات التايلندي والرينغيت الماليزي.
صعوبات أمام التصنيع الأميركي
أشارت البيانات الأميركية إلى أن التصنيع يواجه صعوبات في اكتساب الزخم بسبب ارتفاع تكاليف الاقتراض، وتقييد الاستثمار في المعدات وضعف الإنفاق الاستهلاكي. وفي الوقت نفسه، يواجه المنتجون ارتفاع تكاليف المدخلات.
وقال غاري بزيجيو من “سي آي بي سي برايفيت ويلث”، إن بيانات التصنيع “أكدت من جديد العديد من الاتجاهات الاقتصادية السائدة: تباطؤ التضخم، وتباطؤ النمو، وسوق العمل الضيقة”. وأضاف: “يجب أن نرى احتمالات أعلى لخفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام، ضمن تسعيرات العقود الآجلة لأسعار الفائدة”.
تستمر عقود المقايضة المرتبطة بالاجتماعات القادمة للفيدرالي في التسعير الكامل لخفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة في ديسمبر، مع ارتفاع احتمالات التحرك في سبتمبر إلى حوالي 50%، كما أن نوفمبر يحمل احتمالات عالية لتحرك الاحتياطي الفيدرالي.
قال إيان لينجن وفيل هارتمان من “بي أم أو كابيتال ماركيتس” : “كانت هناك بعض العلامات القليلة على تعثر الاقتصاد الحقيقي، وإن كان ذلك في المقام الأول في جانب الاستهلاك. ونتيجة لذلك، يترقب المستثمرون مؤشرات على تسارع المسار الهبوطي”.
تحول مؤشر “إس آند بي 500” إلى اللون الأخضر في الدقائق الأخيرة من التداول، حيث تغلب الارتفاع في أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى على الانخفاض الذي شهدته أسهم شركات الطاقة. وأدت مشكلة فنية في بورصة نيويورك تتعلق بآليات وقف التقلبات المفرطة إلى تعليق التداول على الأسهم في وقت سابق من أمس.
إشارات إيجابية من الصين
انخفضت أسعار النفط وسط مخاوف مع طرح “أوبك+” خطة لاستعادة بعض الإنتاج إلى السوق هذا العام. وتجاوز سعر بتكوين لفترة وجيزة 70 ألف دولار.
في آسيا، فإن البيانات الصادرة أمس من الصين قد تكون شجعت المستثمرين على أن اقتصادها المحتضر بدأ أخيراً في اكتساب بعض الزخم بعد الوباء. شهدت شنغهاي وشنتشن تحسناً في معنويات مشتري المنازل في نهاية الأسبوع الماضي بعد تخفيف القيود العقارية، وهي أول علامات إيجابية منذ أشهر بالنسبة لقطاع العقارات المحاصر.
في الوقت نفسه، أظهر مسح خاص أن نشاط التصنيع في الصين نما بأسرع وتيرة منذ عامين تقريباً في مايو، ما يأتي على النقيض من البيانات الرسمية الضعيفة التي أثرت على توقعات النمو في البلاد.
مع انتهاء موسم الأرباح، سيركز المتداولون على ما إذا كان التضخم يهدأ، أم أنه عالق في حلقة من شأنها أن تترك أسعار الفائدة عند مستويات “مرتفعة لفترة أطول”، وفق كريس لاركين من “إي ترايد” في “مورغان ستانلي”، مضيفاً: “يمثل تقرير الوظائف لهذا الأسبوع الاختبار الكبير التالي”.
كما سيركز المتداولون على عدد كبير من قراءات سوق العمل هذا الأسبوع، بما في ذلك أرقام الرواتب يوم الجمعة.
وقال أوسكار مونوز من شركة “تي دي للأوراق المالية” إن “التباطؤ الإضافي في فرص العمل هذا الأسبوع من شأنه أن يساعد أيضاً في إيصال رسالة مفادها أن سوق العمل لم تعد تمثل تهديداً حقيقياً لديناميات التضخم على المدى القريب”.