كافحت الأسهم الآسيوية في بحثها عن موطئ قدم ثابت وسط نقص المحفزات المحلية، مع تحقيق مؤشر “إس آند بي 500” الأمريكي رقما قياسيا جديدا قبيل صدور نتائج عملاقة صناعة الرقائق “إنفيديا”.
انخفضت أسهم الشركات اليابانية بعد أن أبلغت البلاد عن تحقيق عجز تجاري، بينما ارتفعت أسهم الشركات الأسترالية. وتراجعت مؤشرات الأسهم في هونج كونج والبر الرئيس للصين عند الافتتاح. لم يطرأ أي تغير على العقود الأمريكية الآجلة في بداية تداولات السوق الآسيوية، بعد أن حقق مؤشر “إس آند بي 500” رقمه القياسي الرابع والعشرين هذا العام.
انخفض مؤشر “إم إس سي آي” (MSCI) لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ لليوم الثاني على التوالي بعد سلسلة مكاسب استمرت لـ7 جلسات. ينتظر المستثمرون لمعرفة ما إذا كانت “إنفيديا”، الشركة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، ستتمكن من تلبية التوقعات المرتفعة للغاية المرتبطة بهذه التكنولوجيا. كما تظل أنظار المستثمرين أيضا متجهة نحو اجتماعات البنوك المركزية للحصول على إشارات حول اتجاه أسعار الفائدة العالمية.
تفاؤل متضائل
قالت هيبي تشين، المحللة في “آي جي ماركتس”: “تظهر الأسواق الآسيوية تفاؤلا متضائلا حيث ينتظر المستثمرون اتجاه السوق المرتبط بالمحفز التالي بينما يستوعبون البيانات المحلية المختلطة”. وأضافت: “السوق اليابانية تتراجع اليوم وسط بيانات تداول باهتة”.
من المقرر أن يبقي بنك الاحتياطي النيوزيلندي وبنك إندونيسيا أسعار الفائدة ثابتة اليوم الأربعاء، في حين سيتم أيضا نشر محضر الاجتماع الأخير للاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من اليوم. ومن المتوقع أن يبقي البنك المركزي في كوريا الجنوبية الفائدة كما هي في اجتماعه غدا الخميس.
استقرت سندات الخزانة بعد ارتفاع السندات العالمية في أحدث علامة على أن الدول المتقدمة بدأت أخيرا السيطرة على التضخم، حيث قال محافظ الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر إن التقرير الأخير عن ضغوط الأسعار الأمريكية كان “إشارة مطمئنة”. وكانت عوائد السندات الأسترالية ثابتة في وقت مبكر من تعاملات اليوم. ولم يتغير مؤشر بلومبرغ للدولار إلا قليلا.
من المرجح أن يكون التداول في آسيا أكثر هدوءا مع إغلاق سوق سنغافورة بسبب العطلة. وتماسك سعر الذهب والفضة والنحاس بالقرب من أعلى مستوياته الأخيرة، في حين انخفض النفط بعد أن أظهر تقرير الصناعة قفزة في المخزونات.
زيادة التقلبات
يستعد مستثمرو الأسهم لارتفاع كبير في التقلبات، ويمكن للأحداث القادمة مثل تقرير أرباح “إنفيديا” أن تؤدي إلى تفاقم أي تحركات، وفقا لإستراتيجي “غولدمان ساكس”.
من المتوقع أن تعلن الشركة، التي يقع مقرها في سانتا كلارا بولاية كاليفورنيا – والتي ارتفعت أسهمها بنسبة تزيد عن 90 % هذا العام بعد أن تضاعفت أكثر من ثلاثة أضعاف في عام 2023 – عن إيرادات مدعومة بارتفاع الطلب في أعمال مراكز البيانات الخاصة بها.
وكتب فريق بقيادة أندريا فيراريو أن مؤشر البنك لقياس الرغبة في المخاطرة بلغ أعلى مستوياته منذ 2021 الأسبوع الماضي، مدفوعا بالتفاؤل بشأن النمو الاقتصادي والسياسة النقدية، لكن الزخم تباطأ.
ويشير الإستراتيجيون إلى بيانات خيارات مؤشر التقلب التي تشير إلى ارتفاع الطلب على التحوطات ضد الانخفاضات المفاجئة في السوق، في وقت انخفض فيه المؤشر إلى مستويات منخفضة تاريخيا.
بالنسبة لأندرو سليمون من بنك “مورغان ستانلي”، فإنه لا يزال هناك مجال كبير للسوق لتوسيع مكاسبها انطلاقا من أعلى مستوياتها على الإطلاق.
قال كبير مديري المحافظ في ذراع إدارة الاستثمار بالبنك أمس إن التوقعات المنخفضة للأسهم، وتفضيل العائد البالغ 5 % إلى 6 % على سندات الخزانة تشير إلى أن الأسواق لا تزال في مرحلة “الخوف” من الدورة الحالية.